الاثنين، 3 يونيو 2013
6:16 م

اعتبرهم «دوللى» يا أخى..!

كاريكاتير إسلام كاريكاتير إسلام
يكثر الحديث فى مصر عن الخرفان، أى كائن ذى فرو فاتح وصوت يقول «ماء» يقال له خروف، فى أحسن الظروف يتم توصيف النوع بـ«دكر» أو «نتاية»، ونادراً ما يردد الناس اسم «نعجة»، فى تقليل مقصود من شأن النعاج، رغم دورها الكبير فى إنتاج المزيد من الخرفان كل يوم، كأن مسلسل ظلم المرأة بسبب النوع لا ينتهى ولا يمل منه الناس حتى فى عالم الخرفان.
سباق.. هو ذلك الذى يخوضه الغرب مع الشرق العزيز، وغلبة متواصلة فى كل شىء، حتى الاحتفاء بالنعاج وإعطائها الحقوق، كان السبق فيه للغرب، تحديداً أسكتلندا، التى لم تتوقف فيها العناية والرعاية للنعاج على مجرد الاستيلاد، وتوفير الرعاية الصحية لهن، بل واستنساخهن أيضاً، حتى إنهم حين فكروا فى الحيوان الثديى الأول الذى سيقومون باستنساخه لم يجدوا خيراً من النعاج، لتخرج إلى العالم «النعجة دوللى» أشهر نعاج العالم التى زخرت الكتب والمراجع وشبكات الإنترنت بسيرتها وصفاتها التشريحية وتفاصيل ميلادها ونفوقها.
فى البداية، وقف الدكتور هارى جريفين، من معهد روزلين بجامعة إدنبرة فى أسكتلندا، حائراً يسأل نفسه: «ماذا أستنسخ؟»، لم يجد خيراً من نعجة «نتاية»، لم ينتصر الرجل لجنسه وينحاز لاستنساخ خروف، فكر العالم الأسكتلندى قليلاً فقال: إن كانت نعجة فسوف تنجب المزيد من النعاج والخرفان، والأهم أنه سيمكن تسميتها باسم لطيف مثل «دوللى»!
قصة مثيرة بدأت عام 1996، ووقف الخلق ينظرون للنعجة دوللى عبر شاشات التلفاز فى كل الدنيا، وهى تلعب مرة، وهى مع أبنائها مرة أخرى، شهرة لم يحظَ بها خروف قط، الأمر الذى يطرح العديد من الأسئلة التى تحتلها النعاج فى مصر وسط مجتمع الخرفان، للأسف لا يستخدم لفظ «نعجة» فى الوسطين المصرى والعربى بين البشر إلا كنوع من «السب»؛ فمرة يخرج محلل للقناة العاشرة الإسرائيلية ليقول إن العرب مجرد نعاج، ومرة يخرج حسن نصر الله ليصف جامعة الدول العربية بأنها «جامعة النعاج العربية»، ومرة ينفعل المخرج خالد يوسف فيقول إن الرئيس مرسى يعتقد أن المصريين قطيع نعاج، حتى الجماعة الإسلامية حين أرادت وصف القوى المدنية لم تجد لها وصفاً غير أنها مجموعة من النعاج، حتى وزير خارجية قطر خرج ليعلن: «معظم العرب نعاج».
لا تحظى النعاج باحترام أو تقدير فى وطننا العربى، على الرغم من تكريم الكتب السماوية لها، فحين أوشك أبونا إبراهيم على ذبح ابنه إسماعيل، افتداه الله بذبح عظيم «كبش عظيم»، أى إنه كان «دكر» وليس «نتاية»، أما الإنجيل فتكررت به كلمة نعجة فى ثمانية مواضع، بأسفار إشعياء، وصموئيل، والتكوين، واللاويين، والعدد.
لا يبدو أن النعاج ستحصل على حقوقها قريبا، رغم المكاسب المتتالية التى تحصل عليها عالمياً، فلا ينسى العالم ما قام به رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون، الذى غامر بالنزول إلى بركة من الوحل لإنقاذ «نعجة» لم ينظر إلى جنسها ولا نوعها، ولكنه فقط اهتم بحياتها وأنقذها من الموت حتى تعافت، وظهر معها فى مجموعة من الصور وهو يطعمها.
لعل الشكل الوحيد الذى رد للنعاج كرامتهن هى الأمثال العربية، التى انطلقت قبل أعوام لا تعد لتكرم هذه الكائنات الطيبة، من بين هذه الأمثال: «النعجة بتولد خروف والكلبة بتولد ألوف»، «النعجة العياطة تحمى ولادها من الديب»، «ربنا بيرزق الديب العجوز بالنعجة السمينة»، والمثل التونسى: «النعجة تفتخر بلية العلوش»، والمثل المغربى القائل: «المرأة اللى شافت الشيب بحال النعجة اللى شافت الديب».

0 التعليقات :

إرسال تعليق