الاثنين، 3 يونيو 2013
6:10 م

فى البدء كان إلهاً..الاسم «خنوم».. والدلع «خروف»

رسم إسلام رسم إسلام
لم يخلُ التاريخ من ذكر اسمه، فهو الكائن الأعظم فى بعض الحضارات، والعدو الأكبر لبعضها الآخر، ربما يكون فى مكان ما أسلوباً للحصول على طعام شهى، فيما يكون «مقدساً» فى موضع آخر، اختلف حوله القدماء، ولكنه يبقى فى المقدمة، مستسلماً صاغراً قوياً بهياً مهيباً عدواً طليقاً سجيناً، كلها صفات تقترن بالمخلوق الذى استمد اسمه من اللفظ الفرعونى «خنوم».. إنه الخروف الذى يعيش اليوم إحدى أسوأ لحظات تاريخه الطويل، فبعد أن كان «إلهاً» تحول إلى مجرد «حيوان فى قطيع».
فوق جزيرة «إليفنتين» بجنوب مصر، خلد المصريون القدماء الكائن الوديع بمعبد مهيب، على بوابته تمثال عملاق بوقفته الأوزيرية المهيبة، وبقرونه التى تنتصب موشكة على ملامسة السماء، على رأسه التاج الأبيض ويمسك بيده جرة الماء المغترفة من النيل رمز الحياة، جسده إنسانى الشكل ورأسه رأس وعل، هو «خنوم» أحد أعمدة الكون ومساعد «شو» إله الهواء الذى رفع «نوت» السماء وباعد بينها وبين الأرض، اعتبره القدماء رمز الخصوبة والنماء باعتباره من يأتى بفيضان النيل والطمى الذى يحمل الخصوبة للأرض.
تمثال من الحضارة الرومانية، يصور «هيدز» أحد آلهة جبال الأولمبيوس، بجانبه أحد حيواناته المفضلة، «خروف بثلاث رؤوس» كرمز للحكمة والمغفرة، بينما صور فى الحضارة السومارية القديمة على هيئة «جاثوم» يرقد على صدور مدعى الطيبة، فكان وسيلة لعقاب للكاذبين على الناس.
الديانات السماوية لم تهمل ذكر الخراف، ففى المسيحية يصور المسيح على هيئة راعٍ يحمل «خروفا» كدلالة على الشعب المسيحى، فيما يمتلئ الإنجيل بذكر الحيوان الوديع، فهنا يصف المسيح نفسه بقوله «إنى أنا باب الخراف» كدلالة على الشخص الذى يرعى العالم، وفى موضع آخر يقول «ومتى أخرج خرافه الخاصة يذهب أمامها، والخراف تتبعه، لأنها تعرف صوته» كدليل على وجوب الطاعة، وفى الإسلام يقبع «الخروف» فى قلب كل مسلم، كونه هو الحيوان الذى افتدى به إسماعيل عليه السلام.

0 التعليقات :

إرسال تعليق