الأربعاء، 26 يونيو 2013
2:32 ص

هل تتخيل شيخ عجوز يذهب لصالة رقص لينصح الناس ؟


هل تتخيل شيخ عجوز يذهب لصالة رقص لينصح الناس ؟

يحكي لنا الشيخ علي الطنطاوي قصة شيخ وإمام مسجد دخل على مرقص وملهى لينصح الناس ويعظهم فيها، فقال رحمه الله على لسان شاب تاب على يدي الشيخ إمام المسجد :

كان في حارتنا مسجد صغير يؤم الناس فيه شيخ كبير في السن وذات يوم التفت الشيخ الى المصلين وقال لهم ما بال أكثر الناس خاصة الشباب لا يقربون المسجد ولا يعرفونه ، فأجابه المصلون إنهم في المراقص والملاهي قال الشيخ ما هي المراقص والملاهي ؟

فرد عليه أحد المصلين وقال المرقص صالة كبيرة فيها خشبة مرتفعة تصعد عليها الفتيات عاريات أو شبه عاريات يرقصن والناس حولهن ينظرون إليهن.

قال الشيخ : والذين ينظرون إليهن من المسلمين ، قالوا : نعم ، قال : لا حول ولا قوة إلا بالله يجب أن ننصح الناس ، قالوا له : يا شيخ أتعظ الناس وتنصحهم في المرقص ، فقال : نعم هيا بنا إلى تلك المراقص فحاولوا أن يثنوه عن عزمه وأخبروه أنهم سيواجهون بالسخرية والاستهزاء وسينالهم الأذى ، فقال : وهل نحن خير من محمد صلى الله عليه وسلم، وأمسك الشيخ بيد أحد المصلين ليدله على المرقص ، وعندما وصلوا اليه سألهم صاحب المرقص ماذا تريدون؟

قال الشيخ: نريد أن ننصح من في المرقص ، تعجب صاحب المرقص وأخذ يمعن النظر فيهم ورفض السماح لهم فأخذوا يساومونه ليأذن لهم حتى دفعوا له مبلغ من المال يعادل دخله اليومي ، فوافق صاحب المرقص وطلب منهم أن يحضروا في الغد عند بدأ العرض اليوم .

فقال الشاب : فلما كان الغد كنت موجودا في المرقص ، فبدأ الرقص من إحدى الفتيات فلما إنتهت، أسدل الستار ، ثم فتح فإذا بشيخ وقور يجلس على كرسي ، فبدأ بالبسملة والحمدلله والثناء عليه وصلى على الرسول عليه الصلاة والسلام ثم بدأ في وعظ الناس الذين أخذتهم الدهشة ، وتمالكهم العجب ، وظنوا أن ما يرونه هو فقرة فكاهية ، فلما عرفوا أنهم أمام شيخ يعظهم ، فأخذوا يسخرون منه ويرفعون أصواتهم بالضحك ، والاستهزاء وهو لا يبالي بهم ، واستمر في نصحه ووعظه حتى قام أحد الحضور وأسكت الناس وطلب منهم الإنصات لما يريد قوله ذلك الشيخ فبدأ السكون والهدوء يخيم على أنحاء المرقص ، حتى أصبحنا لا نسمع إلا صوت الشيخ ، فقال كلاماً ما سمعناه من قبل ، تلا علينا آيات من القرآن الكريم ، وأحاديث نبوية وقصص لتوبة بعض الصالحين ، وكان مما قاله ، يا أيها الناس إنكم عشتم طويلا وعصيتم الله كثرا ، فأين ذهبت لذة المعصية لقد ذهبت اللذة وبقيت الصحائف سوداء ، ستسألون عنها يوم القيامة ، وسيأتي يوم يهلك فيه كل شيء إلا الله سبحانه وتعالى ، يا أيها الناس هل نظرتم إلى أعمالكم والى أين ستؤدّي بكم إنكم لا تتحملون النار في الدنيا وهي جزء من سبعين جزاء من نار جهنم ، فبادروا بالتوبة قبل فوات الأوان ، فبكى الناس جميعاً .

وخرج الشيخ من المرقص وخرج الجميع وراءه ، وكانت توبتهم وتوبتي أنا أيضاً على يد ذلك الشيخ ، حتى صاحب المرقص، تاب وندم على ما كان منه .

0 التعليقات :

إرسال تعليق